الفصل 17. طرق التنظيم الذاتي من وجهة نظر M. M. Kabanov (1974)، في مفهوم الوقاية الطبية، ينبغي التمييز بين ثلاث "خطوات" متتالية: الأولية - الوقاية بالمعنى الصحيح للكلمة باعتبارها منع حدوث من أية مخالفات و

16.1. طريقة التنظيم الذاتي العقلي التنظيم الذاتي العقلي (PSR) هو عملية الحكم الذاتي، وهي التأثير الذاتي للفرد على حالته الوظيفية وسلوكه، وهناك تفسيرات عديدة لمفهوم “التنظيم الذاتي العقلي”.

إبداعي: https://www.naeyc.org/files/yc/file/201107/Self-Regulation_Florez_OnlineJuly2011.pdf

مترجم:كارينا يونسوفا

محرر:مارينا ليليوخينا

مجموعتنا على الفيسبوك: https://www.facebook.com/specialtranslations

إذا أعجبتك المادة ساعد من يحتاج المساعدة: /

لا يمكن نسخ النص الكامل للتوزيع على الشبكات الاجتماعية والمنتديات إلا من خلال الاستشهاد بالمنشورات من الصفحات الرسميةترجمات خاصة أو من خلال رابط الموقع. عند اقتباس نص من مواقع أخرى، ضع رأس الترجمة بالكامل في بداية النص.

إيدا روزفلوريس، دكتوراه، هو أستاذ مساعد في قسم التعلم المبكر في جامعة ولاية أريزونا. وهي تدرس مدى استعداد الأطفال الصغار لبيئات التعلم المنظمة والدور الذي يلعبه التنظيم الذاتي في التعلم المبكر للأطفال الصغار. يمكن العثور على البرنامج التعليمي لهذه المقالة هنا: www.naeyc.org/yc

باعتباري أحد أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، غالبًا ما أعمل مع المعلمين في المواقف التي يعاني فيها الأطفال من مشاكل في التعلم أو السلوك. جميع الأطفال مختلفون. يجد بعض الأشخاص صعوبة في التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم لفظيًا. يواجه البعض صعوبة في الانسجام مع أقرانهم أو اتباع قواعد الفصل الدراسي. ومع ذلك، فإن كل حالة لديها شيء مشترك: لتحسين مهارات التعلم أو السلوك، من الضروري تطوير مهارات التنظيم الذاتي.

وفقًا لإلين جالينسكي، الرئيس والمؤسس المشارك لمعهد العائلات والعمل ومؤلف كتاب العقل في التصنيع، فإن تنظيم الأفكار والعواطف والسلوك أمر بالغ الأهمية للنجاح في المدرسة والعمل والحياة (2010). فالطفل الذي يتوقف عن اللعب ويبدأ بالتنظيف عندما يُطلب منه ذلك، أو يتقاسم لعبة بشكل عفوي مع زميل في الصف، يكون قادرًا على تنظيم أفكاره وعواطفه وسلوكه (برونسون 2000).

بدءًا من مرحلة الطفولة، يتجه الأشخاص تلقائيًا نحو الأصوات الجديدة أو العالية. وتصبح العديد من الوظائف التنظيمية الأخرى تلقائية، ولكن فقط إذا تم إحداث الاستجابة عمدا لبعض الوقت. ومن ناحية أخرى، فإن تعلم تنظيم وتنسيق التوازن والمهارات الحركية اللازمة لركوب الدراجة يتطلب ممارسة متعمدة. عادة، بمجرد أن يبدأ الشخص في ركوب الدراجة، تصبح المهارة تلقائية.

تسمى عملية الانتقال من التنظيم الموجه نحو الهدف إلى التنظيم التلقائي بالتدخيل. تتطلب بعض الوظائف المنظمة، مثل تعلم إلقاء التحية بشكل صحيح أو حل مسألة رياضية من خلال سلسلة من الإجراءات، جهدًا متعمدًا دائمًا. لذلك ليس من المستغرب أن تظهر الأبحاث أن الأطفال الصغار الذين ينخرطون في التنظيم الذاتي المستهدف يتعلمون أكثر ويؤدون أداءً أفضل في تعلمهم (Blair & Diamond 2008).

يطور الأطفال مهارات التنظيم الذاتي الأساسية في السنوات الخمس الأولى من الحياة (بلير 2002؛ جالينسكي 2010). ولذلك، يلعب المعلمون دورًا مهمًا في مساعدة الأطفال الصغار على التنظيم نشاط عقلىوالسلوك. لحسن الحظ، من أجل تعليم التنظيم الذاتي، لا تحتاج إلى تقديم موضوع منفصل في المدرسة. معظم على نحو فعالإن تعليم الأطفال التنظيم الذاتي هو مسألة قدوة شخصية ودعم المهارات التي يتعلمها الطفل خلال الأنشطة اليومية العادية. في هذه المقالة سوف أقوم بتعريف التنظيم الذاتي وأخبرك كيف يتطور. ثم سأتحدث عن التفاعلات التي لاحظتها في فصل رياض الأطفال وأشرح كيف استخدم المعلم المواقف اليومية لتحسين مهارات التنظيم الذاتي لدى الأطفال.

ما هو "التنظيم الذاتي"؟

يتضمن التنظيم الذاتي العديد من العمليات المعقدة التي تمكن الأطفال من الاستجابة بشكل مناسب لبيئتهم (برونسون 2000). في كثير من النواحي، تشبه عملية التنظيم الذاتي البشري منظم الحرارة. يقرأ منظم الحرارة درجة الحرارة ويقيسها ويقارن القراءة بالعتبة المحددة مسبقًا (Derryberry & Reed 1996). إذا تجاوزت القراءات الحدود المحددة مسبقًا، يقوم منظم الحرارة بتشغيل أو إيقاف تشغيل نظام التدفئة أو التبريد. ويجب أن يتعلم الأطفال أيضًا تقييم ما يرونه ويسمعونه ويلمسونه ويذوقونه ويشمونه، ومقارنته بما يعرفونه بالفعل. يجب أن يتعلم الأطفال أيضًا كيفية استخدام التنظيم الذاتي لتحديد الاستجابة التي يجب اختيارها باستخدام نظام معين.

وبطبيعة الحال، فإن التنظيم الذاتي لا يتطور من تلقاء نفسه. يجب أن يكون الأطفال قادرين على ترجمة مشاعرهم إلى معلومات يمكنهم استخدامها لتنظيم أفكارهم وعواطفهم وسلوكهم (Blair & Diamond 2008). يعالج الأطفال أحاسيس اللمسة المهدئة والأصوات الصوتية الناعمة في إشارات تساعدهم على تطوير مهارات التهدئة الذاتية. يبدأ الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-3 سنوات ومرحلة ما قبل المدرسة في معالجة مطالبات البالغين، مثل "أنت التالي"، وتحويلها إلى مهارة تنظيمية تساعدهم على قمع الرغبة في الاستيلاء على طعام أو لعبة شخص آخر. ويبدأون في تعلم كيفية فهم المدة التي يحتاجونها للانتظار للحصول على الطعام أو عندما يحين دورهم للعب باللعبة المرغوبة، مما يساعدهم على تنظيم التوتر العاطفي.

يؤثر التنظيم الذاتي على عدة مجالات، ويؤثر تنظيم أحدها على مجالات أخرى من التنمية. التنظيم الذاتي العاطفي والمعرفي ليسا مهارات منفصلة. وبدلاً من ذلك، يؤثر التفكير على العواطف، وتؤثر العواطف على التطور المعرفي (Blair & Diamond 2008). يميل الأطفال الذين لا يستطيعون التعامل بشكل فعال مع مشاعر القلق أو الارتباك إلى الانسحاب من المهام الصعبة بدلاً من الانخراط فيها. على العكس من ذلك، إذا كان الأطفال قادرين على التعامل مع العواطف، فيمكنهم الاسترخاء والتركيز على إتقان المهارات المعرفية. مثال آخر: يبدأ الأطفال في التعامل بشكل أفضل مع العواطف، إذا علموا أنفسهم، بدلاً من "لا أستطيع القيام بذلك"، أن يفكروا "هذا صعب، لكن يمكنني التعامل معه إذا واصلت المحاولة". تنظيم القلق والأفكار يساعد الأطفال على الثبات في حل المشكلات الصعبة وعدم الاستسلام، وهذا بدوره يزيد من فرصة إتقان المهارات اللازمة لمثل هذه الأنشطة.

تشبه عملية التنظيم الذاتي عملية منظم الحرارة لأن كلتا العمليتين فعالتان ومتعمدتان. يتطلب إعداد منظم الحرارة ضبط المعلمات عمدًا والتي يقوم منظم الحرارة من خلالها بمراقبة درجة الحرارة المحيطة. وبالمثل، يتطلب التنظيم الذاتي تطوير بعض المبادئ ("لن أضرب أندرو") والإجراءات النشطة (ضع يديك تحت مؤخرتك حتى لا تتمكن من ضربهما).

على الرغم من أن سلوك الأطفال يتم تنظيمه من خلال العديد من العمليات التي لا يدركونها، فقد وجد الباحثون أن التنظيم الذاتي المتعمد للأطفال هو الذي يحدد نجاحهم في المدرسة (زيمرمان 1994). إذا توفرت الفرص المناسبة، يستطيع الأطفال الصغار أن يتعلموا مهارات التنظيم الذاتي المتعمد. على سبيل المثال، قامت الباحثتان إيلينا بودروفا وديبورا ليونج بتعليم الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة التخطيط لأنشطة اللعب، ووجدتا أن التخطيط ساعد الأطفال على تطوير مهارات التنظيم الذاتي القوية (Bodrova & Leong 2007). التخطيط جزء مهم من التنظيم الذاتي. يمكن لمقدمي الرعاية تشجيع الأطفال على الجلوس على أيديهم لتذكير أنفسهم بعدم ضرب طفل آخر. لاستخدام طريقة التنظيم الذاتي هذه، يحتاج الأطفال إلى التعرف على الكيفية التي قد يتصرفون بها في المستقبل، وتخيل سلوكيات بديلة محتملة، والتصرف وفقًا لذلك.

أخيرًا، تمامًا كما يراقب منظم الحرارة الظروف للحفاظ على درجة الحرارة المثالية، في عملية التنظيم الذاتي، يراقب الطفل الظروف الخارجية للحفاظ على الدرجة المثلى من المشاركة في مهمة معينة (Blair & Diamond 2008). نواجه جميعًا مواقف نفتقر فيها إلى الاهتمام والتحفيز، أو عندما لا نتمكن من التعامل مع العواطف. مع نمو الأطفال، يتعلمون أن بعض الأنشطة تتطلب المزيد من الاهتمام (أي أن تلك الأنشطة تتطلب المزيد من التنشيط الانتباهي). على سبيل المثال، يحتاج الأطفال إلى مزيد من الاهتمام لمشاهدة لعبة ما بدلاً من لعب اللعبة. وينطبق الشيء نفسه على الدافع. يحتاج الأطفال إلى دفعة كبيرة من التحفيز حتى لا يتخلوا عن مهمة صعبة، أكثر بكثير من مجرد فتح الهدية.

القدرة على عدم الاستسلام عند حل المشكلات الصعبة، مما يساعدك على تعلم مهارات جديدة، هي من أهم نتائج التنظيم الذاتي المتطور. لتنظيم عواطفهم وأفعالهم، يحتاج الأطفال إلى أن يكونوا على دراية بالمؤثرات والأحاسيس الخارجية التي تشير إلى "الخطر" واتخاذ الإجراءات في الوقت المناسب "لتقليل درجة التهديد". عادةً، يتململ الأطفال أو ينظرون بعيدًا (النظر من النافذة أو إلى أنشطة الأطفال الآخرين) لزيادة الاهتمام المتضائل، أو ينسحبون من الآخرين لتخفيف المستويات العالية من الإجهاد الجسدي والعاطفي.

كيف يتطور التنظيم الذاتي؟

مع تطور الأطفال، تصبح مهاراتهم التنظيمية معقدة بشكل متزايد (Kopp 1982; Blair & Diamond 2008). يبدأ الأطفال في تنظيم التنشيط (الإثارة) والاستجابات الحسية قبل الولادة. قد يبدأ الطفل بمص إبهامه بعد سماع صوت عالٍ، مما يشير إلى أنه يقوم بتعديل درجة استجابته للمحفزات البيئية.

يبدأ الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-3 سنوات في قمع ردود أفعالهم وطاعة البالغين. وبحلول سن الرابعة، يظهر الأطفال المزيد الأشكال المعقدةالتنظيم الذاتي، مثل توقع رد فعل مناسب وتغيير رد الفعل حتى مع حدوث تغيير طفيف في الظروف الخارجية. على سبيل المثال، يكون التصفيق مقبولاً بعد أن يشارك شخص ما إنجازاته في المدرسة، ولكن ليس أثناء قيام المعلم بإعطاء التعليمات.

تتطور مهارات التنظيم الذاتي تدريجياً، لذا من المهم أن تكون توقعات الوالدين مناسبة لعمر الطفل. أطلق فيجوتسكي على نطاق التوقعات المناسبة تنمويًا منطقة النمو القريبة (ZPD) (جون شتاينر وماهن 1996). منطقة النمو القريبة هي “الحافة المتنامية للكفاءة” (Bronson 2000, 20)، والتي تمثل المهارات التي يكون الطفل مستعدًا لتعلمها. إن توقع أن يُظهر الطفل مهارات تمتد إلى ما هو أبعد من منطقة النمو القريبة هو أمر غير فعال وغالباً ما يكون مدمراً. إن معاقبة طفل صغير لعدم قدرته على الحفاظ على انتباهه لأكثر من بضع دقائق أو لعدم قدرته على الهدوء بسرعة عند الانزعاج لن يساعده على تعلم التنظيم الذاتي. ومن ناحية أخرى، فإن عدم إعطاء طفلك الفرصة لتعلم أشياء جديدة وتحسين مهاراته سوف يعيق نموه.

مع نمو الأطفال، يبدأون في استخدام مهارات التنظيم الذاتي دون حث أو مساعدة. ويطورون استراتيجياتهم الخاصة التي تساعدهم على التعامل مع المعلومات الواردة، واختيار الاستجابات المناسبة، والحفاظ على مستوى من التنشيط/الإثارة الذي يساعدهم على الانخراط في التعلم. عندما يستخدم الأطفال مهارات التنظيم الذاتي بانتظام دون مساعدة الكبار، فإنهم يستوعبون هذه المهارات (برونسون 2000). وصف فيجوتسكي (1986) الاستبطان بأنه عملية ينتقل فيها الأطفال من تنظيم السلوك مع البالغين إلى تنظيم أنفسهم. وبالتالي، لتطوير مهارات التنظيم الذاتي، يحتاج الأطفال إلى الخبرة والممارسة لعمليات التنظيم الذاتي مع البالغين والأقران الذين لديهم هذه المهارات بالفعل.

كيفية دعم مهارات التنظيم الذاتي في رياض الأطفال

أصف أدناه التفاعل بين ميليسا، معلمة رياض الأطفال، وطفلتين، لوسي وتريشيا، أثناء العمل في مشروع علمي. تستخدم ميليسا التفاعلات اليومية لمساعدة الأطفال على تحسين مهارات التنظيم الذاتي لديهم.

أجلس بهدوء في الزاوية وأراقب لوسي، وهي طالبة في روضة الأطفال تعاني من تأخر معتدل في النطق ومشاكل في التواصل. يقوم الأطفال بتجربة الطين والحجارة والماء والمكعبات والتربة والبذور. تسير معلمتهم ميليسا بينهم لتوجيه انتباه الأطفال ومساعدتهم على البقاء متحمسين ومهتمين. تسير ميليسا نحو منسوب المياه، حيث تقوم تريشا البالغة من العمر خمس سنوات ببناء قنوات مياه متقنة باستخدام الكتل البلاستيكية. لوسي تنظر بصمت، متكئة على الطاولة.
"تريشا، ماذا تفعلين؟" - تسأل ميليسا، تسحب الكرسي وتجلس على الطاولة. تركز تريشيا على إعادة ترتيب المكعب، ثم تجلس بشكل مستقيم وتنظر إلى ميليسا، "أنا أجعل الماء يجري بسرعة!"
تضع ميليسا يدها في الماء وتبتسم: “واو! يتدفق الماء بسرعة! يمكنني اللعب؟
"بالتأكيد!" – أومأت تريشا. تلجأ ميليسا إلى لوسي: "هل تريد أن تلعب معنا؟"
أومأت لوسي برأسها وأعطتها ميليسا المكعب: "أين تريدين وضعه؟
لوسي تنظر للأسفل وتهز كتفيها.
"لوسي، حاولي وضعها هنا"، تشير تريشيا إلى الثقب الموجود في أنبوب المياه. لوسي تأخذ المكعب بتردد. تحاول وضعها في الحفرة لكنها لا تناسبها. تضع لوسي المكعب على الطاولة وتنظر للأسفل. تقوم ميليسا بفرك ظهر لوسي بلطف وتسألها: "هل تحتاجين إلى مساعدة؟"
أومأت لوسي. تميل ميليسا وتهمس: "تريشا تفعل هذا منذ فترة طويلة، ربما يجب أن أسألها كيف يتم ذلك؟ أنا متأكد من أنها تستطيع أن تظهر لك ".
تنظر لوسي إلى تريشيا وتسأل: "هل يمكنك مساعدتي؟"
"بالطبع"، تجيب ترشا، ممسكة بيد لوسي بالمكعب وتوجهه نحو الفتحة الموجودة في القناة. "الآن اضغط بقوة أكبر!"
تضغط لوسي على المكعب، لكنه لا يتناسب مع الحفرة. تقترب تريشا من لوسي: "ادفع بقوة أكبر. يمكنك أن تفعل ذلك!"
تزم لوسي شفتيها وتضغط بشدة على المكعب. نجحت وظهرت البسمة على وجهها.

تقف ميليسا وتضغط بخفة على كتف لوسي، "لوسي، لقد فعلتها! كنت أعرف يمكنك أن تفعل ذلك! تريشيا، شكرا لك! تنتقل ميليسا إلى طاولة أخرى: "انشغلوا يا فتيات. سأكون على الطاولة التالية إذا كنت في حاجة لي.
بينما تغادر ميليسا، تسمع لوسي تقول: "شكرًا لك تريشيا!"
تجيب تريشا: "على الرحب والسعة". - "أين يجب أن نضع مكعبًا آخر؟"
تستدير ميليسا لترى لوسي تمسك بالمكعب وتضعه جانبًا وتقول: "هنا!"

الدعم في تنمية مهارات التنظيم الذاتي لدى الأطفال (السقالات)

إن مساعدة الأطفال على تطوير مهارات التنظيم الذاتي لا تقل أهمية عن تعليمهم القراءة أو العد أو ركوب الدراجة. يستخدم المعلمون الأكفاء مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات لسد الفجوة بين ما يعرفه الأطفال بالفعل وما يمكنهم فعله والمهارات والمعرفة الأكثر تعقيدًا. لدعم تطوير مهارات التنظيم الذاتي، هناك ثلاث استراتيجيات مهمة: القدوة الشخصية، واستخدام المطالبات، والتخفيض التدريجي لمساعدة البالغين. في تفاعلاتها مع لوسي وتريشا، استخدمت ميليسا الاستراتيجيات الثلاث جميعها.

مثال شخصي

من خلال إظهار السلوك المناسب، يوضح المعلمون للأطفال كيفية إكمال المهمة واستخدام مهارات التنظيم الذاتي اللازمة لإكمال هذه المهمة. أظهرت ميليسا مهارات لغوية واجتماعية مهمة عند التفاعل مع لوسي: فقد أشارت إلى نيتها المشاركة في النشاط عن طريق سحب كرسي. ثم سألت تريشا عما فعلته، وانتظرت الرد وأجابت بالإيجاب. في تفاعلها مع تريشا، أوضحت ميليسا كيفية دعوة أحد المارة الذي لم يكن مستعدًا تمامًا للانضمام إلى اللعبة: فقد حولت انتباهها إلى لوسي، ودعتها للعب، وأعطتها شيئًا، وطلبت منها المشاركة في اللعبة. عندما هزت لوسي كتفيها، اتبعت تريشا خطى ميليسا وأخبرت لوسي بما يمكنها فعله. كل هذه الإجراءات تتطلب التنظيم الذاتي. للمشاركة في حوار تبادل الأدوار، يحتاج الأطفال إلى التعرف على الوقت الذي ينتهي فيه دورهم، ثم الاستماع والانتظار حتى يأتي دورهم. وعليهم اختيار الرد المناسب من بين عدد لا حصر له من الخيارات. ولكي يسأل طفلاً آخر عما يفعله، يجب على السائل أن يكبت رغبته في الحديث عن لعبته والاستماع إلى شخص آخر. ليطلب اللعب معًا، يحتاج الطفل القلق إلى تنظيم مشاعره وقمع السلبية وزيادة الاهتمام والمشاركة على الرغم من الانزعاج المحتمل.

من بين جميع مهارات التنظيم الذاتي التي أظهرتها ميليسا، ربما تكون الأكثر عنصر مهمكان الهدف من السقالات هو لفت الانتباه إلى احتمال انضمام لوسي إلى تريشيا. للاستفادة الفعالة من فرص التعلم، يحتاج الأطفال إلى الاهتمام وإدراك أن الموقف يوفر لهم فرصة للتفاعل وشيء مثير للاهتمام للقيام به. يمكن للبالغين مساعدة الأطفال على تطوير مهارة التنظيم هذه بعدة طرق. عندما يحمل البالغون الأطفال حديثي الولادة أو الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 3 سنوات في حضنهم ويشيرون إلى الأشياء أو الحروف في الكتب بينما يعبرون عن الإثارة بأصواتهم، فإنهم يساعدون الأطفال على التركيز على الصور الأكثر أهمية للتعلم. من خلال بدء التفاعل، لم تساعد ميليسا لوسي على المشاركة بنشاط فحسب، بل سمحت لتريشيا أيضًا بالتحدث عنها النشاط العلميوأظهر للآخرين كيفية إعادة إنتاج تجربتك.

باستخدام تلميحات

عندما يستخدم مقدمو الرعاية الإشارة والإيماءات واللمس، فإنهم يعطون الأطفال أدلة مهمة حول كيفية وتوقيت تنظيم العواطف والانتباه والسلوك. يمكن لمقدمي الرعاية مساعدة الأطفال على تنظيم انتباههم من خلال الإشارة إلى التفاصيل المهمة في الصور أو الكلمات أو التعليق على سلوكهم. قد يلمسون ظهر الطفل بخفة لتشجيعه على الاسترخاء (لكن انتبهي إلى أن بعض الأطفال قد يتوترون عند لمسهم). في بعض الأحيان يحتاج الأطفال إلى نصائح أخرى غير المثال الشخصي.

كان نشاط لوسي في اللعبة متفاوتًا. أومأت برأسها، في إشارة إلى رغبتها في اللعب، لكنها نظرت إلى الأسفل وهزت كتفيها عندما تم تسليم المكعب لها. بدأت اللعب، لكنها استسلمت بسرعة عندما واجهت صعوبة. كانت بحاجة إلى الدعم. ربت ميليسا على ظهرها بخفة، مشيرة إلى التزامها بالهدوء، ووجهت انتباهها بعيدًا عن الإحباط ونحو حل المشكلة. تعلم كيف تفهم عندما تحتاج إلى المساعدة وتحديد الهوية مصادر جيدةالمساعدة هي مهارات تنظيم ذاتي مهمة جدًا. انحنت إلى الأمام وأخبرت لوسي بهدوء أن تطلب من تريشا، وألمحت ميليسا إلى لوسي حيث يمكنها الحصول على المساعدة واستمرت في إخبار لوسي بالبقاء هادئًا.

كما أوضحت ميليسا لتريشيا بالقدوة كيفية تقديم التلميحات والنصائح المناسبة. قلدت تريشا سلوك ميليسا وقادت لوسي إلى النجاح. بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، يجب أن تكون التلميحات والمطالبات أكثر وضوحًا. من خلال إخبار الأطفال بأن يمسكو أيديهم أو يضعوها في جيوبهم، يساعدهم المعلمون على تنظيم رغباتهم المندفعة في لمس شيء ما أو الإمساك به أو ضربه.

إن العبارات الرئيسية مثل "انظر هنا" أو "انظر إلي" أو "انظر إلى حيث أشير" هي إشارات واضحة يمكن لمقدمي الرعاية استخدامها لمساعدة الأطفال الصغار في توجيه انتباههم.

بدءًا من مرحلة الطفولة، يمكن لمقدمي الرعاية مساعدة الأطفال على التعرف على مشاعرهم وتسميتها عن طريق إخبار طفل صغير أو طفل أكبر سنًا محبطًا أو غاضبًا، "تبدو غاضبًا" أو "أعتقد أنك تشعر بخيبة أمل"، ثم تشجيعهم على البدء في تهدئة أنفسهم. من خلال لمس الطفل بلطف والقول له: "دعونا نسترخي" أو "أنا هنا لمساعدتك". عندما يبدأ الأطفال في التحدث، يمكن للبالغين استخدام المطالبات لتعليمهم متى وكيف يطلبون المساعدة، أو متى يأخذون قسطًا من الراحة، أو متى يحاولون حل مختلف لمشكلة ما.

يتناقص تدريجيا تلميح الأدوات

تعتمد السقالات على فهم المعلم الواضح لمتى يجب تقليل المطالبات وإزالتها. عندما يبدأ الأطفال في توجيه انتباههم بالطرق المناسبة، والتعامل مع المهام الصعبة، واستخدام اللغة لإشراك الآخرين أو طلب المساعدة، فإنهم يعززون قدرتهم على التصرف بشكل مستقل. وبناءً على ذلك، ينقل المعلمون معظم مسؤولية التنظيم إلى الأطفال، مع مراقبة التقدم والتدخل عند الحاجة إلى الدعم المناسب.

عند تطوير مهارات التعلم لدى الأطفال، من الضروري تقليل مطالبة البالغين بمهارة والتخلي عنها في النهاية. وفقًا لسالونين وفوراس وإفكليدس (2005، 2)، يجب على المعلمين إيلاء اهتمام خاص للوقت الذي يبدأ فيه الطفل في التصرف بشكل مستقل تدريجيًا ("الأداء المستقل المتغير للمتعلم لحظة بلحظة"). عندما رأت ميليسا أن تريشا ولوسي يتفاعلان بنجاح، توقفت عن المساعدة لكنها بقيت في مكان قريب. وشجعت الأطفال على طلب المساعدة إذا احتاجوا إليها، وأخبرتهم بمكان العثور عليها، وراقبت تفاعلاتهم.

عندما يتم تقليل المطالبة من شخص بالغ، يلزم الإشراف المستمر من قبل شخص بالغ على الرضع والأطفال الأكبر سنًا والأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة. كلما كان الطفل أصغر سناً، كلما كانت مهارات التنظيم الذاتي غير متناسقة لديه. وهذا يعني أن البالغين بحاجة إلى أن يكونوا أكثر وضوحًا بشأن متى يتوقفون عن المطالبة ويقررون متى يتدخلون. عندما يقوم الطفل بخطواته المترددة الأولى حول الغرفة، فهو ليس مستعداً بعد للمشي بمفرده دون إشراف شخص بالغ. وبالمثل، يحتاج الأطفال الصغار والأطفال الأكبر سنًا الذين تعلموا تهدئة أنفسهم بانتظام إلى مزيد من الدعم من شخص بالغ إذا كانوا مرضى أو في بيئة غير مألوفة. في كل عمر، يحدث تعلم التنظيم الذاتي من خلال التجارب اليومية مع البالغين الذين يثق بهم الطفل والذين ينظمون أفكارهم وانتباههم وعواطفهم وسلوكهم ودوافعهم.

النية وتعلم التنظيم الذاتي في التفاعلات اليومية

يتطلب تعليم الأطفال الصغار التنظيم الذاتي في المقام الأول مهارات التنظيم الذاتي المتطورة للغاية لدى المعلم. يتعلم الأطفال كيفية تنظيم الأفكار والمشاعر والسلوك والعواطف من خلال مراقبة التنظيم الذاتي للبالغين والاستجابة له.

فيما يتعلق بتنظيم التحفيز، يلاحظ جالينسكي: “يساهم البالغون في تنمية التحفيز لدى الأطفال من خلال تحفيزهم أنفسهم” (2010، 11). يعد تفاعل لوسي وتريشيا على منسوب المياه فرصة ممتازة لتعزيز مهارات التنظيم الذاتي. رأت ميليسا هذه الفرصة لأنها تدربت عمليا على دعم مهارات التنظيم الذاتي لدى الأطفال. لقد أخذت في الاعتبار احتياجات الأطفال وخططت مسبقًا لطرق للقيادة بالقدوة، وفكرت في النصائح والتلميحات التي يمكن استخدامها لدعم تنمية مهارات التنظيم الذاتي لدى الفتيات. خططت ميليسا لمساعدة لوسي في تنظيم عواطفها ودوافعها ومهاراتها الاجتماعية حتى تتمكن من البدء في التواصل والتفاعل مع الأطفال الآخرين في الفصل.

نظمت ميليسا انتباهها، وتعمدت انتظار الفرص لتعزيز مهارات لوسي. لقد علمت أن مهارات لوسي وصلت إلى مستوى لا يتطلب سوى دفعة صغيرة فقط لكي تبدأ لوسي في التفاعل مع الأطفال الآخرين. عندما سنحت الفرصة، قامت ميليسا بتعديل تفاعلاتها الخاصة لتجسيد التفاعلات فقط بدلاً من توجيه لوسي.

أثناء التفاعل، تتبعت ميليسا ردود أفعال لوسي، وقارنتها عقليًا بمعرفتها بمهارات لوسي. قامت بمراجعة خيارات الدعم التي كانت قد اختارتها سابقًا للوسي. أدركت ميليسا أن لوسي بحاجة إلى نصائح وتلميحات. مع العلم أن اللمسة الخفيفة تساعد لوسي في التعامل مع قلقها، قامت ميليسا بفرك ظهرها بخفة لتهدئتها، وتحدثت بهدوء إلى لوسي، وامتنعت عن حل المشكلة لها.

قامت ميليسا بسحب الدعم المباشر للبالغين عن عمد ونظمت انتباهها لمراقبة التفاعلات المستمرة للفتيات أثناء التفاعل مع الأطفال الآخرين في الفصل. لقد خلقت خبرة ميليسا في تنظيم استجاباتها بيئة تمكنت فيها من تعزيز مهارات التنظيم الذاتي لدى الأطفال من خلال التفاعلات العادية في الفصول الدراسية.

خاتمة

يلعب مقدمو الرعاية للأطفال الصغار دورًا مهمًا في مساعدة الأطفال على تطوير مهارات التنظيم الذاتي الأساسية. ولحسن الحظ، توفر المواقف اليومية للأطفال الصغار الكثير من الفرص لتطوير هذه المهارات. يمكن للمعلمين الاستفادة من الفرص التالية:

تحديد منطقة التنمية القريبةالتنظيم الذاتي لدى الأطفال والتخطيط لطرق القيادة بالقدوة، وكذلك التفكير من خلال التلميحات والنصائح التي يحتاجها الأطفال لمواصلة تعلم المهارات اللازمة؛
مراقبة مثل هذه الفرص خلال التفاعلات العادية في الفصول الدراسيةلدعم تنمية مهارات التنظيم الذاتي (السقالات)؛
تقليل عدد المطالباتحيث يظهرون مهارات جديدة؛
مراقبة أنشطة الأطفال,لضمان نجاحهم.
عندما يقوم المعلمون بتعليم الأطفال مهارات التنظيم الذاتي عن عمد أثناء أنشطة الفصل الدراسي العادية، فإنهم يساعدون الأطفال على أن يصبحوا متعلمين نشطين، مما يضع الأساس للنجاح المستقبلي في المدرسة والحياة.

الأدب المفيد
بلير، سي. 2002. "الاستعداد للمدرسة: دمج الإدراك والعاطفة في التصور العصبي البيولوجي لأداء الأطفال عند دخول المدرسة." عالم النفس الأمريكي 57: 111-27.
بلير، سي، وأ. دايموند. 2008. "العمليات البيولوجية في الوقاية والتدخل: تعزيز التنظيم الذاتي كوسيلة لمنع الفشل المدرسي." التنمية وعلم الأمراض النفسية 20: 899-911.
بودروفا، إي، و دي إل. ليونج. 2007. أدوات العقل: نهج فيجوتسكي للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة. أبر سادل ريفر، نيوجيرسي: ميريل/برينتيس هول.
برونسون، م.ب. 2000. التنظيم الذاتي في مرحلة الطفولة المبكرة: الطبيعة والتنشئة. نيويورك: جيلفورد.
ديريبيري، D.، & M. ريد. 1996. "العمليات التنظيمية و التنمية التمثيلات المعرفية. التنمية وعلم الأمراض النفسية 8: 215-34.
جالينسكي، إي. 2010. العقل في طور التكوين: المهارات الحياتية الأساسية السبع التي يحتاجها كل طفل. NAEYC طبعة خاصة. نيويورك: هاربر كولينز.
جون شتاينر، V.، وH. ماهن. 1996. "المقاربات الاجتماعية والثقافية للتعلم والتنمية: إطار عمل فيجوتسكي". عالم النفس التربوي 31: 191-206.
كوب، سي.بي. 1982. "سوابق التنظيم الذاتي: منظور تنموي". علم النفس التنموي 18: 199-214.
سالونين، بي، إم. فوراس، وأ. إفكليدس. 2005. "التفاعل الاجتماعي - ماذا يمكن أن يخبرنا عن ما وراء المعرفة والتنظيم الأساسي في التعلم؟" عالم النفس الأوروبي 10: 199-208.
فيجوتسكي، إل. 1986. الفكر واللغة. عبر. كوزولين. كامبريدج: مطبعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
زيمرمان، بي.جي. 1994. "أبعاد التنظيم الذاتي الأكاديمي: إطار مفاهيمي للتعليم." في التنظيم الذاتي للتعلم والأداء: القضايا والتطبيقات التعليمية، محرران. د.ح. شانك وبي جيه. زيمرمان، 3-24. هيلزديل، نيوجيرسي: إرلباوم.

يتضمن التنظيم الذاتي العقلي للتوتر والضغط إتقان بعض المهارات الأولية للاسترخاء والتحكم في الوظائف العقلية والنباتية الجسدية. تكمن عملية الاسترخاء في استخدام التقنيات الخاصة (الأساليب) التي تهدف إلى 1) التهدئة - القضاء على المهيمنة العاطفية؛ 2) استعادة، والحد من الاضطرابات الوظيفية الشديدة، وردود الفعل المفرطة. 3) تحفيز النشاط الوظيفي - زيادة النغمة والتفاعل مع التأثيرات اللفظية. للتنظيم العقلي للشخص السليم، يتم استخدام عدة خيارات لتطوير المهارات الأولية. وفيما يلي الأكثر استخداما على نطاق واسع.

التنظيم الذاتي لهجة العضلات. الغرض من هذا التدريب هو في المقام الأول خلق حالة من الاسترخاء تعتمد على استرخاء العضلات الهيكلية (المخططة). هناك العديد من طرق الاسترخاء المختلفة - وهي التدريب الذاتي، والاسترخاء التحفيزي، واسترخاء العضلات التدريجي، والتأمل التجاوزي، والتنويم المغناطيسي. لا يمكن القول بأن أيًا من هذه الطرق هي الأكثر فعالية والأكثر تفضيلاً - يعتمد الكثير على الخبرة وطبيعة المؤشرات لاستخدامها، والخصائص الفردية للمريض وعوامل أخرى. ومع ذلك، فإن تقنية الاسترخاء العصبي العضلي لها ميزة واحدة مهمة - فهي بسيطة نسبيًا وبالتالي تحظى بشعبية كبيرة.

لقد أثبت علميًا تقنيات الاسترخاء التي استخدمها إي جاكوبسون، الذي أثبت العلاقة بين طبيعة نغمة العضلات وأنواع الإثارة العاطفية - القلق والتوتر والخوف وما إلى ذلك. لقد أنشأ نظامًا عصبيًا عضليًا "تقدميًا" ("متسلسلًا" ونشطًا) الاسترخاء"، والتي تم تصميم تمارينها وفقًا للمخطط التالي: في المرحلة الأولى، يتم تعلم وتدريب استرخاء بعض العضلات؛ في الثانية - بناء على طريقة الاستبطان، يحدد الشخص مجموعات العضلات المتوترة أثناء بعض المشاعر السلبية؛ وفي المرحلة الثالثة يتم دمج المهارات المكتسبة خلال المرحلة الأولى من التدريب مع نتائج الملاحظة الذاتية وبالتالي يتكون تهدئة الذات. ووفقا للمؤلفة، فإن تقنية "الاسترخاء المتسلسل" هي الأكثر فعالية في التغلب على التوتر العاطفي والقضاء على الاضطرابات اللاإرادية الناجمة عنه.

تعتمد آلية تنظيم قوة العضلات على أنماط التفاعل بين الجهاز العصبي الودي والباراسمبثاوي. يتم تنشيط الأول منها عندما نكون مستيقظين ومتهيجين بشكل خاص، تحت تأثير العوامل الشديدة، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب، وزيادة ضغط الدم، وإعادة توزيع الدم، وزيادة تصلب العضلات (التوتر)، وما إلى ذلك، على العكس من ذلك، عندما نحن هادئون أو نيام، ويهيمن الجهاز السمبتاوي - ينخفض ​​معدل ضربات القلب وضغط الدم، ويصبح التنفس سطحيًا ونادرًا، وتسترخي العضلات. يعمل هذان النظامان على قمع بعضهما البعض بشكل متبادل، ويُعتقد أنهما يقومان بتنظيم وظائف الجسم بشكل غير واعي. ومع ذلك، اقترح E. جاكوبسون أن الشخص يمكن أن يتحكم بشكل مباشر في نشاط هذه الأنظمة، وأن نشاط الحياة يمكن أن يخضع للتنظيم الطوفي (على سبيل المثال، وفقًا لنظام اليوغا) ولهذا أنشأ برنامجًا تدريبيًا بسيطًا على الاسترخاء يعتمد على الوعي السيطرة على الجهاز العصبي السمبتاوي، المسؤول عن الاسترخاء.

ومع ذلك، تحدى جي سميث الفكرة الشائعة القائلة بأن الاسترخاء يرتبط بانخفاض في التنشيط وأن طرق الاسترخاء المختلفة قابلة للتبادل وتؤدي إلى نتائج مماثلة. واقترح أن الاسترخاء يتضمن ثلاث عمليات معرفية: التركيز، وهو القدرة على الحفاظ على الانتباه على حافز معين لفترة طويلة من الزمن، والتركيز "الضمني"، وهو القدرة على الانسحاب من النشاط الموجه نحو الهدف أو النشاط العقلاني والامتصاص. في النفس، والتقبل، وهو الانفتاح على المعرفة والخبرة الجديدة. ومع تطور عملية الاسترخاء تظهر الهياكل المعرفية التي تدعم هذه العمليات.

دكتوراه. تشير رايس إلى أن هناك عددًا من الأشياء التي يتعين عليك القيام بها لأداء تمارين الاسترخاء بنجاح. أولاً، من الضروري توفير الظروف الملائمة للتدريب - غرفة معزولة ونظيفة وجيدة التهوية، وكرسي مريح أو كرسي بذراعين، وانتظام ومواعيد التدريب الثابتة، وربما استخدام الموسيقى الهادئة والمهدئة. ثانيا، من المهم خلق مزاج جيد والشعور بالرضا. ثالثاً: عليك تنمية حواس ومهارات التركيز والاسترخاء والقدرة على تحديد حالة التوتر العضلي والاسترخاء. رابعاً، تجنب التوتر من أجل تحقيق الإتقان في الاسترخاء - يجب أن تتم هذه العملية بشكل طبيعي وهادئ وبدون تسرع. خامسا: عدم استخدام أي أدوية وخاصة الأدوية لتسريع عملية الاسترخاء. سادسا، لا تخف من المشاعر السلبية أثناء التمارين - ما يصل إلى 40٪ من الطلاب يعانون من القلق، والشعور بفقدان السيطرة على الوضع والخوف، الذي يختفي عندما يصلون إلى حالة من الاسترخاء.

أحد الخيارات لهذا النوع من التنظيم الذاتي يقترحه A.V. طريقة "التدريب النفسي العضلي" ألكسيف، والتي أساسها أ) القدرة على استرخاء العضلات؛ ب) القدرة على تخيل محتوى صيغ التنويم المغناطيسي الذاتي بأكبر قدر ممكن من الوضوح، بأقصى قوة من الخيال، ولكن دون إجهاد عقلي؛ ج) القدرة على الحفاظ على الانتباه إلى الكائن المختار، وكذلك د) التأثير على الصيغ اللفظية اللازمة.

بحسب أ.ج. بانوفا وآخرون، V.L. ماريشوك وفي. Evdokimov، هناك عدد من المبادئ والقواعد مشتركة بين جميع التمارين لتنظيم قوة العضلات: 1) مهمة التمارين هي إدراك وتذكر الشعور بالعضلات المريحة على عكس توترها؛ 2) يتكون كل تمرين من مرحلة التوتر الأولية ومرحلة الاسترخاء اللاحقة؛ 3) يجب أن يزيد توتر العضلات أو المجموعة العضلية بسلاسة، ويجب أن يتم الاسترخاء النهائي بشكل حاد؛ 4) يرافق التوتر العضلي البطيء نفسا عميقا بطيئا، ويتزامن الاسترخاء مع الزفير الحر الكامل؛ 5) يمكن أداء التمرين على عدة مراحل على مدار اليوم.

تتكون عملية تعلم التنظيم الذاتي لهجة العضلات من ثلاث مراحل رئيسية: تطوير مهارات الاسترخاء الطوعي لمجموعات العضلات الفردية في الراحة؛ ثم يتم تشكيل مهارات الاسترخاء المعقدة للجسم كله أو أجزائه الفردية، أولاً في حالة من الراحة، ثم عند أداء أي نشاط (القراءة والكتابة وما إلى ذلك) وأخيراً، في المرحلة النهائية، يتم تشكيل مهارات الاسترخاء في تلك المواقف الحياتية التي تحتاج فيها إلى إزالة أو تقليل مظاهر التجارب العاطفية الحادة والتوتر العقلي. إن التدريب على استرخاء الجهاز العضلي يخلق المتطلبات الأساسية لإتقان تقنيات التنظيم الذاتي الأخرى، حيث أن تطوير مهارات التحكم في الأحاسيس في حالة التوتر والاسترخاء هو شرط أساسي لتنمية مهارات إدارة الوظائف العقلية.

يمكن استخدام تقنيات الاسترخاء لتقليل أو إزالة الأحاسيس والحالات الضارة المرتبطة بالصداع وارتفاع ضغط الدم والأرق والخوف والقلق الظرفي واضطراب ما بعد الصدمة وما إلى ذلك. يعتقد N. Bruning وD.Frew أنه يجب استخدام تقنيات الاسترخاء على نطاق أوسع كوسيلة لتقليل التوتر.

التنظيم الذاتي لإيقاع التنفس. ومن المعروف أن إيقاع ووتيرة وعمق التنفس لا ترتبط فقط بتنظيم الجهاز القلبي الوعائي، ولكنها تؤثر أيضًا على حالة الجهاز العصبي، وعلى وجه الخصوص، تحديد درجة إثارة المراكز العصبية المسؤولة عن السيطرة على لهجة العضلات. ولهذا السبب، وبسبب إمكانية التنظيم الطوعي للتنفس الخارجي، يعد التدريب الخاص على التحكم في التنفس وسيلة فعالة للتأثير على الحالة الوظيفية. مع الإثارة القوية والتوتر العاطفي، غالبا ما يتم ملاحظة اضطرابات وتأخير إيقاع التنفس. التنفس العميق والمتساوي غير المتكرر له تأثير مهدئ، في حين يوفر التنفس المتكرر مستوى عال من تنشيط الجسم بسبب زيادة تشبع الدم بالأكسجين والتأثيرات المنعكسة من مستقبلات الرئتين والحجاب الحاجز.

وقد لاحظ العديد من المؤلفين تأثير تمارين التنفس على الحالة العاطفية والقدرة على التركيز. بمساعدة التنفس الإيقاعي، يحول المتدرب الانتباه إلى أحاسيسه وحركات التنفس، ويحقق الهدوء العاطفي وتطبيع حالة الوظائف الفسيولوجية والعقلية. يتم تفسير التأثير المهدئ لتمارين التنفس، بالإضافة إلى التأثير التبديلي والتشتيت للتنفس الإيقاعي، من خلال التأثير السمبتاوي بسبب تهيج نهايات العصب المبهم، والتي يتم تمثيلها بكثرة على طول الجهاز التنفسي.

تمت دراسة الآلية الفسيولوجية لتأثير التنفس على الحالة الوظيفية للجسم بتفاصيل كافية. تعمل تمارين التنفس بإيقاعات مختلفة على تدليك أعضاء البطن، والقضاء على نقص الأكسجة، وتطبيع حالة المجال العاطفي الإرادي والانتباه، مما يحدد التوصية باستخدامه في حالات التوتر العاطفي، واضطرابات النوم، واضطرابات التنفس النفسية، وما إلى ذلك. التنفس القسري الإيقاعي يقلل من استثارة بعض مراكز الأعصاب ويعزز استرخاء العضلات. يوصي العديد من الباحثين بالاستنشاق القصير والزفير الطويل كأسلوب مهدئ والاستنشاق الطويل والزفير القصير كأسلوب للتعبئة.

تهدف تمارين التنفس، أولا، إلى تطوير مهارات التنفس الحر والإيقاعي، ثانيا، إتقان تقنيات التنويم المغناطيسي الذاتي في إيقاع التنفس، حيث يتم الحفاظ على نسبة معينة من مدة مرحلتي الاستنشاق والزفير. يتم استعارة معظم تقنيات تمارين التنفس لتنظيم الحالة من نظام اليوغا. تم وصف مجمعات هذه التمارين، المكملة والمعدلة أثناء الاستخدام العملي، في عدد من الأعمال.

التدريب الفكري الحركي. إنها تقنية "اللعب" عقليًا بالنشاط القادم، وإعادة إنتاج الحركات بناءً على أفكار حول برنامج إجراءات محددة (تسلسلها ومدتها وتكرارها). تتكون الأفعال الحركية من تجربة عميقة للحركات المتخيلة في الخيال. يتميز التدريب الفكري الحركي بتأثير تعبئة، وتدرب تقنياته ضبط النفس والانتباه والإرادة. عرّف L. Pikkenhayn التدريب الفكري الحركي بأنه "عملية متكررة لتمثيل الحركة المكثفة، يُنظر إليها على أنها حركة الفرد، والتي يمكن أن تساهم في تطوير المهارات وتثبيتها وتصحيحها وتسريع تطويرها في التدريب العملي." يعتمد التدريب الفكري الحركي على أدلة تجريبية على تشابه عدد من المؤشرات الفسيولوجية لحالة الأنسجة العضلية أثناء الحركة الحقيقية والخيالية.

تم إجراء تحليل للآليات الفيزيولوجية النفسية لتنظيم عمليات التدريب الفكري الحركي في الدراسة التي أجراها أ.ب. ليونوفا وأ.س. كوزنتسوفا. يلاحظ المؤلفون أنه "يمكن استخدام التدريب الفكري الحركي كوسيلة مستقلة لتقليل قوة العضلات وتحقيق حالة من الاسترخاء، وكطريقة للبرمجة الذاتية العقلية في حالة من الاسترخاء. وفي الحالة الأخيرة، يتم استخدام تمارين التدريب الفكري الحركي على خلفية حالة الانغماس الذاتي من أجل ممارسة برامج حركية معينة عقليًا للنشاط القادم. تسمى طريقة استخدام التدريب الفكري الحركي في حالة الاسترخاء "التدريب الحركي المريح" وتستخدم بنجاح في ممارسة الطيران لتنظيم الحالات الوظيفية غير المواتية.

يجب أن يتم إتقان طريقة التدريب الفكري الحركي وفقًا لعدد من الأحكام الأساسية، وأهمها ما يلي: 1) إنشاء صورة دقيقة للغاية للحركة التي يتم إجراؤها عقليًا، وليس فكرة الحركة " على العموم"؛ 2) يجب أن تكون الصورة الذهنية للحركة مرتبطة بالضرورة بشعورها العضلي المفصلي؛ 3) عندما تتخيل عقليًا هذه الحركة أو تلك، عليك أن ترافقها بوصف لفظي، منطوقًا هامسًا أو عقليًا، وما إلى ذلك.

بالإضافة إلى الأساليب المدرجة للتنظيم الذاتي العقلي، والتي تهدف إلى منع وتصحيح حالات التوتر النفسي والعاطفي والإجهاد، يمكن استخدام الأساليب الأخرى الموضحة في دراسة V. L. لهذه الأغراض. ماريشوك وفي. إيفدوكيموفا. وتشمل هذه الأساليب التالية: 1) إدارة الانتباه وتركيزه وتبديله واستقراره. 2) إنشاء صور حسية - أحاسيس الدفء والثقل والأفكار الأكثر تعقيدًا من تجربة الحياة جنبًا إلى جنب مع التجارب الداخلية للسلام والاسترخاء؛ 3) ضبط النفس في الحالة النفسية والعاطفية واحترامها لذاتها؛ 4) تقليل الشعور بالخوف وحل (التغلب) على مخاوف محددة؛ 5) تطبيع النوم، الخ.

التدريب الذاتي

يعد التدريب الذاتي (AT) طريقة فعالة للعلاج النفسي والوقاية النفسية والنظافة النفسية، مما يزيد من القدرة على التنظيم الذاتي لوظائف الجسم اللاإرادية في البداية. تعتمد هذه الطريقة على استخدام تقنيات التنويم المغناطيسي الذاتي لتحقيق درجات عميقة من الانغماس الذاتي وتنفيذ تأثيرات الحكم الذاتي.

تم تطوير التدريب الذاتي كطريقة مستقلة من قبل المعالج النفسي الألماني آي شولتز. والميزة الرئيسية لهذه الطريقة هي توافرها من حيث الجودة طريقة فعالةتخفيف التوتر. ومع ذلك، من الصعب استخدامه لدراسة الجوانب الأعمق للنفسية، وتتطلب الأساليب المتقدمة للتدريب الذاتي تدريبًا احترافيًا.

I. وصف شولتز AT كوسيلة لعلاج المرضى العصابيين، وكذلك المرضى الذين يعانون من أمراض نفسية جسدية. ومع ذلك، فإن AT كوسيلة للعلاج النفسي سرعان ما انتشرت على نطاق واسع وتم تطبيقها على الأشخاص الأصحاء الذين أرادوا "تنظيم" عملياتهم العقلية والفسيولوجية.

في بلدنا، بدأ تقديم هذه الطريقة وتطويرها بنشاط منذ أوائل الستينيات من القرن العشرين بفضل أعمال جي إس. بيلييفا ، س.س. ليبيج، أ.م. سفيادوششا ، أ.ج. بانوفا، أ.س. رومان والعديد من الباحثين الآخرين. تمت تغطية القضايا النظرية والمنهجية الخاصة بـ AT بشكل كامل في دراسات ج.س. بيلييفا وآخرون، أ.ج. بانوف وزملاؤه ف.س. لوبزين وم.م. ريشتنيكوفا، أ.ب. ليونوفا وأ.س. كوزنتسوفا، ف. ماريشوك وفي. إيفدوكيموفا، أ.ت. فيلاتوفا.

كما أشار أ.ب. ليونوف وأ.س. كوزنتسوف، "إن آلية التدريب الذاتي هي تكوين روابط مستقرة بين الصيغ اللفظية ("الأوامر الذاتية") وحدوث حالات معينة في مختلف النظم النفسية الفسيولوجية." تعتمد فعالية تكوين هذه الروابط على نجاح استخدام تقنيات التأمل الذاتي، والمهارات في إعادة إنشاء الأفكار التصويرية والأفعال الحركية، والتي تحدد الحاجة إلى تطويرها الأولي للاستخدام اللاحق، للوقاية من الحالة الوظيفية المتغيرة وتصحيحها وخاصة التوتر النفسي والضغوط النفسية.

من المعروف أن العديد من الوظائف الفسيولوجية والنفسية الفيزيولوجية تخضع لتأثير نفسي أكثر أو أقل وضوحًا، لكن آليات هذا التأثير لم تتم دراستها جيدًا بعد. في الفيزيولوجيا العصبية وعلم النفس العصبي، فإن حقيقة التحكم العقلي (الواعي) بالمعلومات الحسية الطرفية معروفة جيدًا، ولكن آليات تنظيم الوظائف في النظام تعليق، بما في ذلك استخدام طريقة التدريب الذاتي، لم تتم دراستها بشكل كاف بعد.

ما يجذب طريقة AT هو، أولاً وقبل كل شيء، بساطتها، جنبًا إلى جنب مع الفعالية الواضحة للتأثير، والتي تتجلى في تطبيع النشاط العقلي، وتصحيح الاضطرابات في المجالات النفسية والعاطفية والنباتية والجسدية، وكذلك إشراك الموضوع (المريض) في عملية تنظيم حالته وصفاته العقلية للفرد والطبيعة التدريبية للإجراء. وفقًا لـ ف.س. لوبزين وم.م. Reshetnikov، التنظيم الذاتي للوظائف العاطفية والنباتية التي تم تحقيقها بمساعدة AT، وتحسين حالة الراحة والنشاط، وزيادة إمكانيات تحقيق الاحتياطيات الفسيولوجية النفسية للجسم والشخصية تسمح باستخدام الطريقة ليس فقط في المجال السريري. الممارسة، ولكن أيضًا في مجال الطيران وطب الفضاء، في تدريب الرياضيين والتعليم والتكيف المهني للمشغلين المتخصصين الذين ترتبط أنشطتهم بالتعرض للعوامل المتطرفة. المكانة الخاصة لـ AT بين طرق العلاج النفسي الأخرى (على سبيل المثال، العلاج بالتنويم المغناطيسي) ترجع أيضًا إلى حقيقة أن الموضوع الذي يستخدمه يشارك بنشاط في عملية التنظيم مع الحفاظ بشكل كامل على المبادرة وضبط النفس.

ضد. لوبزين وم.م. يعتقد ريشيتنيكوف أنه من الممكن تحديد خمسة مصادر رئيسية يرتبط بها AT بدرجة أو بأخرى والتي على أساسها تم تشكيلها كطريقة حديثة للعلاج النفسي والوقاية النفسية - وهذه هي ممارسة استخدام التنويم المغناطيسي الذاتي (الأوروبية) مدرسة)؛ نظام اليوغا الهندي القديم. دراسات حول شعور الناس تحت تأثير التنويم المغناطيسي؛ الدراسات الفسيولوجية النفسية للمكون العصبي العضلي للعواطف، وكذلك العلاج النفسي التوضيحي (العقلاني).

يجب أن ندرك أن AT في أصلها وبنيتها وآليات عملها هي طريقة تركيبية تجمع بين الجوانب الإيجابيةعدد من تقنيات العلاج النفسي. بالإضافة إلى ما سبق الاتجاهات المنهجية، يمكننا أيضًا أن نذكر طرق العلاج النفسي الجماعي (تأثيرات الحث المتبادل والمغاير في المجموعة) والعلاج المنعكس المشروط (مبادئ التدريب الوظيفي)، الذي طوره V.M. بختيريف، ج.د. نيشيف، س.س. ليبيج، ف.ن. مياسيتششيف، ك. بلاتونوف، م. كابانوف، ب.د. كارفاسارسكي والعديد من الآخرين.

لم يتم بعد دراسة الآليات الفيزيولوجية العصبية والنفسية العصبية للتنظيم الذاتي، وعلى وجه الخصوص، AT، بشكل كافٍ بسبب تعقيدها واعتمادها على العديد من العوامل التي تؤثر على الأنظمة الوظيفية للجسم والنفسية وتنظمها. يتم تقديم التحليل الأكثر تفصيلاً لهذه المشكلة في عدد من أعمال المؤلفين المحليين والأجانب.

من وجهة نظر نظرية وممارسة AT، فإن الموقف القائل بأن عمل حافز العتبة الفرعية، الذي يلعب في بعض الحالات دور اقتراح حتمي، يتجلى بشكل أفضل في حالة الاسترخاء السلبي للمريض، له أهمية كبيرة .

ترتبط عقيدة متلازمة التكيف العامة ارتباطًا مباشرًا بدراسة آليات التنظيم الذاتي للحالة الوظيفية تحت تأثير عوامل الإجهاد، وبإثبات أساليب الإدارة (الوقاية والتصحيح) لهذه الحالة. كانت السمة المميزة لتطوير هذا التدريس هي أن مفهوم "الإجهاد" ذاته، على عكس استخدامه الأصلي (G. Selye)، اكتسب بشكل عام طابعًا نفسيًا إلى حد كبير. واستنادا إلى تحليل المواد النظرية والتجريبية المختلفة لدراسة الإجهاد، V.S. لوبزين وم.م. يتوصل ريشيتنيكوف إلى الاستنتاج التالي: "إذا ثبت بشكل صحيح أن الشخص ليس محميًا بيولوجيًا (فسيولوجيًا) ضد العواقب العميقة للضغط العاطفي والنفسي الاجتماعي، فإن هذا لا يعني أنه لا توجد إمكانيات للتكيف المناسب على الإطلاق... مثل هذا التكيف ممكن في المقام الأول على أساس التحفيز والاستخدام الأمثل لاحتياطيات الجسم النفسية والفسيولوجية، وكذلك زيادة القدرة على التنظيم الذاتي، بما في ذلك الوظائف اللاإرادية في البداية. عدم القدرة على القضاء على تأثير عامل التوتر أو إضعافه باستخدام الآليات الفيزيولوجية النفسية للتدريب الذاتي، يمكن للشخص ضبط ردود أفعاله بشكل هادف على أساس مبدأ التقليل من عواقب هذا التأثير. من خلال المساعدة في تحسين الحالة الوظيفية (العقلية) للشخص، لا تسمح AT فقط بـ "التناغم" بشكل فعال مع الإجهاد القادم أو المتوقع، ولكن بفضل التمرين المنهجي للأنظمة الوظيفية الودية والباراسمبثاوية (استرخاء الموتر)، فإنها توفر تأثير التكيف مباشرة في عملية التعرض للإجهاد. يمكن ممارسة تأثير كبير على حجم ومدة رد الفعل هذا من خلال إعادة التقييم المعرفي وترشيد التجارب الذاتية - إذا لم يكن من الممكن القضاء على بعض العوامل النفسية السلبية، فيجب تغيير الموقف تجاهه وتقليل أهميته الفردية.

يتم إيلاء اهتمام كبير في الأبحاث المتعلقة بآليات التنظيم الذاتي للتأثيرات الفيزيولوجية العصبية للاسترخاء، وعلى وجه الخصوص، التأثيرات اللفظية على الوظائف الفسيولوجية. تؤدي الإشارة اللفظية أو الصورة الناتجة عن هذه الإشارة، عند تكرارها بشكل منهجي في عملية التدريب الذاتي، إلى تكوين تفاعلات لفظية حشوية مشروطة تنفذ البرنامج التدريبي. يتم لعب دور مهم في هذه العملية من خلال الروابط المشكلة بين الحالة الوظيفية للجهاز العصبي المركزي ونغمة العضلات المخططة والملساء. استرخاء العضلات النشط، وهو ليس محفزًا فحسب، بل أيضًا، وفقًا لـ V.S. Lobzin، وهو عنصر أساسي في نظام التدريب الذاتي بأكمله، يرافقه إضعاف لهجة العضلات المخططة والملساء وانخفاض في التوتر العاطفي.

أثناء الاسترخاء، هناك انخفاض طفيف في ضغط الدم الشرياني ومعدل ضربات القلب، ويصبح التنفس أكثر ندرة وأقل عمقا، ومع الاستخدام طويل الأمد لهذه الطريقة، بمساعدة تمارين خاصة، مهارات التحكم الإرادي الهادف في نشاط يتشكل القلب تدريجياً. تحت تأثير الاسترخاء، تزداد الإيحاء بشكل كبير، ويتم تطبيع عملية التمثيل الغذائي الأساسي وتشبع الأكسجين في الدم.

ترتبط التأثيرات النفسية العصبية بشكل أساسي بتطور القدرة على تصور الصور، وتحسين وظيفة الذاكرة، وزيادة الإيحاء التلقائي، وتعزيز القدرة الانعكاسية للوعي، والقدرة على التنظيم الذاتي للوظائف التطوعية وتكوين مهارات التحكم الواعي. - بعض الوظائف العقلية والفسيولوجية اللاإرادية.

يستخدم التدريب الذاتي على نطاق واسع في الممارسة السريرية، والرياضة، النشاط المهني. إن التأثير الإيجابي لـ AT على عمليات استعادة الأداء العقلي والبدني، والقدرة على تنظيم الحالة العاطفية بمساعدتها وزيادة كفاءة استخدام الاحتياطيات الوظيفية للجسم والنفسية يعطي أسبابًا للتوصية باستخدامه لأغراض النظافة العقلية والوقاية النفسية والتصحيح النفسي.

تم استخدام طريقة AT على نطاق واسع لتنظيم حالة المتخصصين الذين ترتبط أنشطتهم بزيادة التوتر والإجهاد العصبي العاطفي (العقلي) بسبب التعرض للعوامل البيئية الشديدة والتعقيد العالي ومسؤولية مهام العمل للطيارين (V.L. Marishchuk, L.P. Grimak، M. M. Reshetnikov، D. I. Shpachenko، V. M. Zvonikov، إلخ)، رواد الفضاء (L. P. Grimak، Yu.F. Isaulov، إلخ)، الغواصين (A. M. Svyadoshch، Yu.B Shumilov) وبعض المتخصصين الآخرين.

وهكذا، في دراسات م.م. Reshetnikov حول الاستخدام الطولي للتدريب الذاتي والأساليب الخاصة للنظافة العقلية والتصحيح النفسي لدى الأشخاص الأصحاء، جعل من الممكن تحديد التغيرات المهمة في بعض الخصائص النفسية الفردية لدى الأشخاص الذين يستخدمون هذه الطريقة بانتظام. على وجه الخصوص، انخفض التهيج والقلق، وتحسن النوم والرفاهية، وكان هناك انخفاض في العصابية العامة للفرد وزيادة في التصميم والثقة بالنفس، مما ساهم في تحسين التكيف الاجتماعي والقدرة على التعبئة النفسية والفسيولوجية. أظهر استخدام أساليب البحث السريري والنفسي أن الأفراد الذين يظهرون دافعًا واعيًا لإتقان التدريب الذاتي لديهم درجات أعلى بكثير (ولكن في 92٪ من الحالات لا تتجاوز الحد الطبيعي) على المقاييس 2 و4 و7 و8 من SMPI ( نسخة معدلة من MMPI) ، على مقياس العصابية Eysenck، على مقياس Spielberger-Hanin التفاعلي (الظرفي) ومقاييس القلق الشخصي، ودرجات أقل على المقاييس C وE وH لاستبيان R. Cattell للشخصية المكون من 16 عاملًا.

أظهرت الدراسات أن AT يساعد على زيادة الاستقرار العاطفي واستقرار الحالة المزاجية وردود الفعل السلوكية وتطبيع النوم وتنمية الثقة بالنفس وتقليل القلق والتوتر الداخلي وتحسين التكيف الاجتماعي والتواصل الاجتماعي وتنمية القدرة وتعبئة الاحتياطيات النفسية والفسيولوجية للجسم والنفسية. . عند استخدام التمارين الفكرية الحركية المعتمدة على AT، تم الكشف عن تحسن كبير في وظيفة الذاكرة الحركية، مما أدى إلى زيادة كفاءة إتقانها الأنواع المعقدةنشاط المشغل.

تؤدي الراحة قصيرة المدى في حالة من الاسترخاء الذاتي إلى استعادة القوة بسرعة وتقلل بشكل كبير من تطور التعب النشاط البدني. إن آثار الثقل التي تنشأ أثناء الاسترخاء الذاتي، تليها الشعور بانعدام الوزن في الجسم، "الطفو"، تجعل من الممكن استخدام الطريقة بنشاط في محاكاة النشاط البشري في ظروف فرط الجاذبية ونقص الجاذبية.

على الرغم من وفرة الحقائق التجريبية حول أنماط تكوين مهارات التدريب الذاتي، وتأثيرات استخدامها في مختلف مجالات الطب وعلم النفس، ودور الهياكل النفسية والفسيولوجية الفردية للجسم والشخصية في عمليات التنظيم الذاتي، لا تزال هناك العديد من الأسئلة التي لم يتم حلها حول جوهر آلية التأثير الذاتي. كما أشار ف.س. لوبزين وم.م. ريشيتنيكوف، أظهرت العديد من الدراسات أن "الإيحاء والتنويم المغناطيسي الذاتي يمكن تنفيذه على المستوى السلوكي، على المستوى الوظيفي (معبرًا عنه بالتغيرات في معدل ضربات القلب، والتنفس، وما إلى ذلك)، وعلى المستوى النفسي الإجرائي (تجارب في إل رايكوف" و L. P. Grimak على تحفيز القدرات) وعلى مستوى تفاعلات الأنسجة." آليات كل هذه التفاعلات لم تتم دراستها بشكل كاف بعد. ومع ذلك، فإن المؤلفين يلفتون الانتباه إلى حقيقة أن "النفس البشرية تخضع لقوانين التنظيم المتوازن واستقرار حالتها يتم ضمانها من خلال التأثير الواعي والموجه والآليات اللاواعية" [المرجع نفسه].

يعتمد التطبيق العملي للتدريب الذاتي على إكمال دورة تدريبية، وتتمثل مهمتها الرئيسية في تطوير مهارات التأثير الذاتي بشكل رئيسي على المجال العاطفي والخضري والعضلي. يتم خدمة هذه الأهداف في المقام الأول من خلال تمارين استرخاء العضلات وإحداث الشعور بالدفء في الأطراف مع تعميم الأحاسيس لاحقًا. تم اقتراح أحد الخيارات لمثل هذه الدورة بواسطة V.S. لوبزين وم.م. Reshetnikov ويتضمن مجموعة من التمارين للتهدئة وتحقيق استرخاء العضلات المدربة (خيارات التنويم المغناطيسي الذاتي لأحاسيس الثقل وتمارين الاسترخاء الفكري الحركي) ، وإحداث أحاسيس الدفء في الأطراف ، في الضفيرة الشمسية ، وإتقان تنظيم الإيقاع وتواتر التنفس، وكذلك إيقاع وتواتر نشاط القلب، مما يساهم في التعزيز العام للمجال العاطفي الإرادي. يتم تقديم نسخة مماثلة من المجمع أيضًا في أعمال C. Aldwin.

تأمل

تعتمد الأساليب الحديثة للتنظيم الذاتي، الموضحة سابقًا، على أسس محددة بحث علمي. ومع ذلك، ومن أجل تحقيق آثار الاسترخاء والسيطرة على الحالة الوظيفية، وبشكل خاص منع حدوث القلق والتوتر أو التقليل من آثارها، يجدر اللجوء إلى تجربة استخدام التقاليد القديمة لإدارة حالة الجسم. الجسم والنفس لهذه الأغراض. أشهر تقليد لليوجا هو التأمل العميق الذي نشأ في الهند القديمة.

لقد غيرت الملاحظات والدراسات طويلة المدى لهذا التعاليم الدينية والفلسفية أفكارنا حول التفاعل بين النفس والجسد. تم تسهيل ذلك من خلال التقارير المثيرة عن المعلمين الذين يمكنهم تقليل معدل ضربات القلب حتى يتوقف نشاط القلب تمامًا، والتحكم في تدفق الدم وتحمل درجات حرارة الجسم المختلفة، وحبس أنفاسهم لفترة طويلة، وتحمل تأثيرات العوامل المتطرفة المختلفة بهدوء ودون عواقب.

في المجتمع الهندوسي القديم تأمل(من التأمل اللاتيني - التأمل) كان يعتبر وسيلة للتركيز والتنوير الروحي والانفصال عن عالم الأوهام. التأمل هو عمل عقلي يهدف إلى جلب النفس البشرية إلى حالة من التركيز العميق. من الناحية النفسية، يرتبط التأمل بالقضاء على المظاهر العاطفية الشديدة وانخفاض التفاعل. تقنيات التأمل لها أشكال مختلفة اعتمادا على البيئة والتقاليد الثقافية والتاريخية - النوع المسيحي من التأمل، الطاوية في الصين، النوع التحليلي النفسي، العلاج النفسي، النوع الهندوسي من التأمل، المتمثل في جميع أشكال اليوغا.

اليوغا- أشهر نظام يجمع طرق مختلفةتأمل. مؤسس نظام اليوغا هو الفيلسوف الهندي القديم باتانجالي (حوالي القرن الثاني قبل الميلاد - القرن الثاني الميلادي)، مؤلف كتاب يوجا سوترا.

تعكس Yoga Sutra فلسفة اليوغا - وهي قواعد سلوك أخلاقية ومعنوية صارمة وجسدية وجسدية التطور العقلي والفكريتحسين.

اليوغا العملية هي مسار من ثماني خطوات يبدأ بتعليم الأخلاق: 1) حظر السلوك المعادي للمجتمع والأناني. 2) السلوك الإيجابي المضمون والمعتاد؛ 3) دراسة الأوضاع (الأساناس)، 4) التحكم في التنفس (البراناياما)؛ 5) رفض أوهام الإدراك الحسي (براتياهارا).

تم وصف التدريب البدني للوضعية والتنفس بواسطة هاثا يوجا. تتضمن تمارين التنفس تعلم كيفية الشهيق وحبس أنفاسك والتحكم في الزفير. بمساعدة هذه التمارين، يمكن للشخص التحكم في الجسم والنشاط العقلي. يتم ضمان هذه السيطرة على النفس من خلال 6) التأمل (دارانا)، 7) الملاحظة المنفصلة، ​​التأمل (دفانا)، 8) العزلة (السمادهي). الهدف من حياة اليوغي هو إعادة هيكلة الوعي لإظهار الطاقة الإبداعية وتحرير نفسه من أغلال الرغبات اللاواعية والمشاعر المحدودة.

وبينما تحول الفلاسفة إلى اليوغا لعدة قرون، فإن الاهتمام العلمي بالأدلة على التغيرات المذهلة في الجسم والنفسية تحت تأثير مجموعة من التمارين ظهر في الخمسينيات من القرن الماضي، عندما قرر الباحثون اختبار هذه الحقائق. في بداية عام 1957، اختبر M. Wenger وB. Pagchi دليل التحكم الواعي في الوظائف اللاإرادية أثناء تأمل اليوغا. وفي دراسة أجريت على مجموعة من 45 من اليوغيين، لاحظوا التحكم في درجة حرارة الجسم، والتحكم الواعي في نشاط القلب، وزيادة في ضغط الدم الانقباضي وانخفاض في مقاومة الجلد. وخلصوا إلى أن اليوغي يتحكم في عمل القلب من خلال التحكم في العضلات والتنفس. الدراسات اللاحقة التي أجراها E. جرين وآخرون. وأكد هذا الاستنتاج.

حاول M. Wenger وB. Pabchi أيضًا قياس تنشيط الجهاز العصبي الودي لدى ممارسي اليوغا المبتدئين وذوي الخبرة. لقد أكدت مدرسة اليوغا لعدة قرون أن ممارسة التأمل لها تأثير إيجابي على الحالة العقلية والجسدية لليوغي. وخلص الباحثون إلى أنه إذا كان هذا البيان صحيحا، فإنه ينبغي أن يكون مصحوبا بانخفاض في نشاط الجهاز العصبي الودي. ومع ذلك، فقد وجدوا أن الأشخاص في مجموعة اليوغي لديهم نشاط أعلى في الجهاز العصبي الودي أثناء التأمل مقارنة بالمجموعة الضابطة. لم تكن هذه الملاحظة متسقة مع الأدلة الخاصة بتأثيرات التأمل على تقليل الاستجابة للضغط النفسي.

أظهرت دراسات النشاط الكهربائي في الدماغ زيادة في إيقاع ألفا أثناء التأمل.

في ستينيات القرن العشرين، تم تكييف مانترا يوغا لتتناسب مع التصور الغربي - ميلاد التأمل(TM)، أي التأمل، الذي لا يتم تفسير جوهره من خلال التجربة الحالية، ويتجاوز حدود المعرفة الموجودة حول هذه العملية. استبعد مهاريشي ماهيش، مؤسس TM، عناصر أساليب اليوغا التقليدية التي كانت غير مهمة، في رأيه، وحرم TM من الأهمية اللاهوتية، مما جعلها طريقة علمانية تمامًا. اتخذ هو وزملاؤه خطوات لفصل TM عن التنويم المغناطيسي، أو التنويم المغناطيسي الذاتي، أو غيرها من التقنيات الشائعة في ذلك الوقت.

ممارسة TM بسيطة جدًا، على الرغم من أن حفل الإعداد الرسمي يبدو غامضًا ومعقدًا. عادة، يتضمن تنفيذ TM ثلاث مراحل: أولاً، يتم تقديم معلومات حول الطريقة، ثم التدريب التفصيلي على الإجراء العملي، وفي المرحلة النهائية، يتم تنفيذ طقوس البدء، وتشجيع العمل المستقل، ويساعد القائد الطلاب على اختيار ما يناسبهم. الشعار الشخصي، كلمة رئيسية سرية لا ينبغي لأحد أن يعرفها. من هذه اللحظة فصاعدا، يقوم الشخص بأداء TM بمفرده.

المبادئ العامة لـ TM هي كما يلي: 1) يجب عليك التدرب لمدة 20-30 دقيقة مرتين يوميًا، ويفضل قبل الإفطار والعشاء؛ 2) أثناء التأمل يجلس الإنسان على السرير أو على الأرض ويضع وسادة تحته. يُفضل وضع "اللوتس" و"التوازن الجسدي" - فهو يساهم في تحقيق قدر أكبر من الاسترخاء؛ 3) التمرين هو تحرير نفسك من التأثيرات المشتتة للانتباه - أثناء التأمل، عادةً ما يغمضون أعينهم ويكررون باستمرار (لأنفسهم، وليس بصوت عالٍ) المانترا. الغرض من هذا التركيز العقلي هو السيطرة على الوعي، أي منع الأفكار حول أي شيء غريب أو عادي وصرف الانتباه عن أي اهتمامات يومية. وبالتالي، فإن استخدام المانترا يشبه التركيز البصري المستخدم في التقنيات الأخرى.

أصبح التأمل التجاوزي بعد وقت قصير من تقديمه موضوعًا للدراسة العلمية. استخدم R. Wallace وH. Benson في دراساتهما طرق التسجيل المستمر لضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم، والمقاومة الكهربائية للأدمة، ومخطط كهربية الدماغ، واستهلاك الأكسجين ومحتوى ثاني أكسيد الكربون في هواء الزفير، ومستويات السكر في الدم. لقد لاحظوا 36 شخصًا مارسوا التأمل التجاوزي من شهر واحد إلى 9 سنوات. وبعد فترة قصيرة من التكيف مع موقف البحث، تم أخذ البيانات من كل موضوع قبل وأثناء وبعد 20-30 دقيقة من التأمل. وأظهرت النتائج انخفاضًا في استهلاك الأكسجين، وانخفاضًا في نسبة السكر في الدم، وزيادة في مقاومة الجلد وزيادة في إيقاع ألفا في مخطط كهربية الدماغ.

©2015-2019 الموقع
جميع الحقوق تنتمي إلى مؤلفيها. لا يدعي هذا الموقع حقوق التأليف، ولكنه يوفر الاستخدام المجاني.
تاريخ إنشاء الصفحة: 2017-03-30

"سيطر على نفسك"، نقول لأنفسنا أو لشخص آخر، وهو ما يتم تفسيره غالبًا على أنه "كن صبورًا". هل هذا صحيح حقا؟ هل من الممكن السيطرة على نفسك دون الإضرار بصحتك؟ هل من الممكن التراجع عن المشاكل وتغيير موقفك تجاهها وتعلم كيفية إدارة مشاكلك؟ نعم. التنظيم الذاتي هو القدرة على إدارة عواطفك ونفسيتك في المواقف العصيبة.

يتضمن التنظيم الذاتي تقييم الوضع وتعديل النشاط من قبل الفرد نفسه، وبالتالي تعديل النتائج. يمكن أن يكون التنظيم الذاتي طوعيًا أو غير طوعي.

• الطوعية تعني التنظيم الواعي للسلوك من أجل تحقيق الهدف المنشود. يسمح التنظيم الذاتي الواعي للشخص بتطوير الفردية والذاتية في أنشطته، أي الحياة.
• اللاإرادي يهدف إلى البقاء. هذه هي آليات الدفاع اللاوعي.

عادة، يتطور التنظيم الذاتي ويتشكل مع النضج الشخصي للشخص. ولكن إذا لم تتطور الشخصية، فإن الشخص لا يتعلم المسؤولية، ولا يتطور، ثم يعاني التنظيم الذاتي، كقاعدة عامة. تطوير التنظيم الذاتي = .

في مرحلة البلوغ، بفضل التنظيم الذاتي، تخضع العواطف للفكر، ولكن في سن الشيخوخة يتحول التوازن مرة أخرى نحو العواطف. ويرجع ذلك إلى انخفاض الذكاء الطبيعي المرتبط بالعمر. من الناحية النفسية، يتشابه كبار السن والأطفال في نواحٍ عديدة.

يتأثر التنظيم الذاتي، أي اختيار التنفيذ الأمثل للنشاط الشخصي، بما يلي:

• سمات الشخصية؛
• الظروف البيئية الخارجية
• أهداف النشاط
• تفاصيل العلاقة بين الإنسان والواقع من حوله.

النشاط البشري مستحيل بدون هدف، ولكن هذا بدوره مستحيل بدون التنظيم الذاتي.

وبالتالي، فإن التنظيم الذاتي هو القدرة على التعامل مع المشاعر بطرق مقبولة اجتماعيا، وقبول قواعد السلوك، واحترام حرية شخص آخر، والحفاظ على السلامة. في موضوعنا، فإن التنظيم الواعي للنفسية والعواطف له أهمية خاصة.

نظريات التنظيم الذاتي

نظرية نشاط النظام

المؤلف إل جي ديكايا. ضمن هذا المفهوم، يعتبر التنظيم الذاتي نشاطًا ونظامًا. التنظيم الذاتي للحالات الوظيفية هو نشاط يرتبط بالتكيف و المجال المهنيشخص.

كنظام، يتم النظر في التنظيم الذاتي في سياق انتقال الشخص من اللاوعي إلى الوعي، والأشكال اللاحقة التي تم جلبها إلى التلقائية. حددت ديكايا 4 مستويات للتنظيم الذاتي.

المستوى اللاإرادي

يعتمد التنظيم على نشاط غير محدد وعمليات الإثارة والتثبيط في النفس. ولا يتحكم الشخص في ردود الفعل هذه. مدتها ليست طويلة.

مستوى العرف

تصبح العواطف متورطة، وتنشأ الحاجة إلى التنظيم الذاتي المواقف الصعبةالتعب والإجهاد. وهذه طرق شبه واعية:

• أحبس أنفاسك؛
• زيادة النشاط الحركي والكلام.
• شد عضلي؛
• العواطف والإيماءات غير المنضبطة.

يحاول الشخص إيقاظ نفسه، كقاعدة عامة، تلقائيا، حتى أنه لا يلاحظ الكثير من التغييرات.

التنظيم الواعي

لا يدرك الشخص الانزعاج والتعب والتوتر فحسب، بل يمكنه أيضًا الإشارة إلى مستوى الحالة غير المرغوب فيها. ثم يقرر الشخص أنه بمساعدة بعض أساليب التأثير على المجال العاطفي والمعرفي، يحتاج إلى تغيير حالته. يتعلق الأمر بـ:

• عن الإرادة
• التحكم الذاتي
• التدريب التلقائي,
• تمارين نفسية جسدية.

أي كل ما يهمني ويهمك في إطار هذا المقال.

مستوى واعي وموجه نحو الهدف

يفهم الشخص أن الأمر لا يمكن أن يستمر على هذا النحو وأنه يجب عليه الاختيار بين النشاط والتنظيم الذاتي، أي التخلص من الانزعاج. يتم تحديد الأولويات وتقييم الدوافع والاحتياجات. ونتيجة لذلك، يقرر الشخص إيقاف النشاط مؤقتًا وتحسين حالته، وإذا لم يكن ذلك ممكنًا، فمواصلة النشاط مع عدم الراحة، أو الجمع بين التنظيم الذاتي والنشاط. يتضمن العمل:

• التنويم المغناطيسي الذاتي,
• النظام الذاتي,
• القناعة الذاتية،
• استبطان - سبر غور،
• البرمجة الذاتية.

لا تحدث تغييرات معرفية فحسب، بل تحدث أيضًا تغييرات شخصية.

نظرية النظام الوظيفي

المؤلف أ. أو. بروخوروف. يعتبر التنظيم الذاتي بمثابة انتقال من حالة ذهنية إلى أخرى، وهو ما يرتبط بانعكاس الحالة الحالية والأفكار حول الحالة الجديدة المرغوبة. ونتيجة للصورة الواعية، يتم تنشيط الدوافع المقابلة والمعاني الشخصية وضبط النفس.

• يستخدم الإنسان أساليب واعية للتنظيم الذاتي لتحقيق الصورة المتخيلة للحالات. كقاعدة عامة، يتم استخدام العديد من التقنيات والوسائل. من أجل الإنجاز الهدف الرئيسي(يذكر) أن الشخص يمر عبر عدة حالات انتقالية وسيطة.
• تتشكل تدريجياً هيكل وظيفىالتنظيم الذاتي للفرد، أي الطرق المعتادة والواعية للاستجابة للمواقف الإشكالية للحفاظ على الحد الأقصى لمستوى الحياة.

التنظيم الذاتي هو الانتقال من حالة إلى أخرى بسبب التبديل الداخلي للعمل وربط الخصائص العقلية.

ويتأثر نجاح التنظيم الذاتي بدرجة الوعي بالدولة، وتكوين الصورة المرغوبة وكفايتها، وواقعية المشاعر والتصورات فيما يتعلق بالنشاط. يمكنك وصف وفهم الوضع الحالي من خلال:

• الأحاسيس الجسدية
• يتنفس؛
• تصور المكان والزمان.
• ذكريات؛
• خيال؛
• مشاعر؛
• أفكار.

وظيفة التنظيم الذاتي

التنظيم الذاتي يغير النشاط العقلي، الذي من خلاله يحقق الفرد الانسجام وتوازن الحالات.

وهذا يسمح لنا بما يلي:

• كبح نفسك في؛
• التفكير بعقلانية أثناء التوتر أو الأزمات؛
• استعادة القوة
• مواجهة مصاعب الحياة.

مكونات ومستويات التنظيم الذاتي

يتضمن التنظيم الذاتي عنصرين:

• التحكم الذاتي. في بعض الأحيان تكون الحاجة إلى التخلي عن شيء ممتع أو مرغوب فيه لتحقيق أهداف أخرى. تظهر بدايات ضبط النفس في وقت مبكر من عمر السنتين.
• العنصر الثاني هو الموافقة. نحن متفقون على ما يمكننا وما لا يمكننا القيام به. بعد سن 7 سنوات، عادةً ما يكون الشخص قد قام بتكوين الموافقة بالفعل.

لتطوير التنظيم الذاتي الواعي، من المهم أن تتمتع بالسمات الشخصية التالية:

• مسؤولية،
• مثابرة،
• المرونة،
• مصداقية،
• استقلال.

يرتبط التنظيم الذاتي ارتباطًا وثيقًا بإرادة الفرد. لإدارة سلوكه ونفسيته، يحتاج الإنسان إلى بناء دوافع ودوافع جديدة.

لذلك، يمكن تقسيم التنظيم الذاتي إلى مستويين: التشغيلي الفني والتحفيزي.

• الأول ينطوي على التنظيم الواعي للعمل باستخدام الوسائل المتاحة.
• المستوى الثاني مسؤول عن تنظيم اتجاه جميع الأنشطة من خلال الإدارة الواعية لعواطف واحتياجات الفرد.

آلية التنظيم الذاتي هي اختيار الحياة. يتم تشغيله عندما تحتاج إلى تغيير ليس الظروف، ولكن نفسك.

الوعي الذاتي (وعي الفرد بخصائصه) هو أساس التنظيم الذاتي. القيم ومفهوم الذات واحترام الذات ومستوى التطلعات هي الشروط الأولية لعمل آلية التنظيم الذاتي.

تلعب الخصائص العقلية وخصائص المزاج والشخصية دورًا مهمًا في تطوير التنظيم الذاتي. لكن بدون الدافع والمعنى الشخصي، لا ينجح الأمر. إن التنظيم الواعي دائمًا له أهمية شخصية.

ميزات التنظيم الذاتي حسب الجنس

النساء أكثر عرضة للخوف والتهيج والقلق والتعب من الرجال. الرجال أكثر عرضة للشعور بالوحدة واللامبالاة والاكتئاب.

كما تختلف أساليب التنظيم الذاتي التي يستخدمها الرجال والنساء. ترسانة أساليب الرجال أوسع بكثير من ترسانة النساء. يرجع الاختلاف في التنظيم الذاتي بين الجنسين إلى عدة عوامل:

• التمييز التاريخي بين الأدوار الاجتماعية؛
• الاختلافات في تربية الفتيات والفتيان؛
• تفاصيل العمل
• القوالب النمطية الثقافية بين الجنسين.

لكن التأثير الأكبر هو الاختلاف في الفسيولوجيا النفسية للرجال والنساء.

إن أساليب التنظيم الذاتي لدى النساء هي ذات طبيعة اجتماعية أكثر، بينما أساليب الرجال بيولوجية. اتجاه التنظيم الذاتي لدى الذكور داخلي (موجه إلى الداخل)، في حين أن التنظيم الذاتي الأنثوي خارجي (موجه إلى الخارج).

بالإضافة إلى الجنس، ترتبط خصائص التنظيم الذاتي بالعمر والعقلية والعقلية تطوير الذاتشخص.

تشكيل التنظيم الذاتي

تبدأ محاولات استخدام أساليب التنظيم الذاتي بوعي من سن الثالثة - اللحظة التي يفهم فيها الطفل "أنا" لأول مرة.

• ولكن لا يزال، في سن 3-4 سنوات، يسود الكلام غير الطوعي والأساليب الحركية للتنظيم الذاتي. ومن كل 7 تطوعات هناك تطوعية واحدة.
• في سن 4-5 سنوات، يتعلم الأطفال التحكم في المشاعر من خلال اللعب. لكل 4 طرق لا إرادية للتنظيم الذاتي هناك طريقة طوعية واحدة.
• في عمر 5-6 سنوات تتساوى النسب (واحد إلى واحد). يستخدم الأطفال بنشاط خيالهم المتطور وتفكيرهم وذاكرتهم وكلامهم.
• في سن 6-7 سنوات، يمكنك بالفعل التحدث عن ضبط النفس والتصحيح الذاتي. تتغير النسب مرة أخرى: لكل 3 طرق طوعية هناك طريقة واحدة لا إرادية.
• بعد ذلك، يقوم الأطفال بتحسين أساليبهم، وتعلمهم من البالغين.
• من 20 إلى 40 سنة، يعتمد اختيار أساليب التنظيم الذاتي بشكل مباشر على النشاط البشري. ولكن في أغلب الأحيان، يتم استخدام الأساليب الطوفية الواعية (النظام الذاتي، تحويل الانتباه) والتواصل كشكل من أشكال العلاج النفسي.
• في سن 40-60، لا تزال التلاعب بالانتباه مستمرة، ولكن يتم استبدالها تدريجياً بالراحة السلبية والتأمل والعلاج بالقراءة.
• في سن الستين، يسود التواصل والاسترخاء السلبي والتفكير والفهم.

يعتمد تكوين نظام التنظيم الذاتي إلى حد كبير على الوضع الاجتماعي للتنمية والنشاط الرائد في العمر. ولكن هذا ليس كل شيء. كلما ارتفع حافز الشخص، كلما زاد تطور نظام التنظيم الذاتي لديه، كلما زاد قدرته على التعويض عن الميزات غير المرغوب فيها التي تتعارض مع تحقيق الهدف.

لا يمكن تطوير التنظيم الذاتي فحسب، بل يمكن قياسه أيضًا. هناك العديد من الاستبيانات النفسية التشخيصية. على سبيل المثال، الاستبيان الأساسي لـ V. I. Morosanova.

نتيجة لإتقان فن التنظيم الذاتي، يكتب كل شخص وصفته الخاصة لـ "التهدئة"، والتي تسمى في علم النفس بالمجمع الوظيفي. هذه هي الإجراءات، أو الكتل، التي يجب على الشخص إكمالها من أجل تطبيع حالته. على سبيل المثال، هذا المجمع: خذ نفسا عميقا، استمع إلى الموسيقى بمفردك، تمشى.

هل يمكننا التحكم في دماغنا بنسبة 100%؟ اكتشف ذلك من الفيديو.